محيط : كشفت مصادر أيرلندية مطلعة أن عملاء "الموساد" الإسرائيلي حاولوا اطلاق النار على جهاد جعارة، احد المناضلين الفلسطينيين الذين أبعدوا للخارج في أعقاب حصار "كنيسة المهد" عام 2002, بعدما أكدت مصادر فلسطينية أن الدولة العبرية حاولت اغتياله أكثر من مرة في مكان اقامته الحالية بأيرلندا.
ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن المصادر, قولها:" إن جعارة لم يصب في محاولة الاغتيال وان الشرطة الأيرلندية ألقت القبض على اثنين من المشتبه بهم, أحدهما فلسطيني من غزة يحمل جنسية اوروبية والاخر مغربي يحمل الجنسية الفرنسية".
وأكد مصدر فلسطيني للصحيفة أنه بينما كان جعارة في طريقه لمبنى سفارة "منظمة التحرير الفلسطينية"، أطلقت عليه عيارات نارية من سيارة كانت مارة، الا انه لم يصب بأذى, لكن المحاولة لم تنته عند هذا الحد، فقد اندفعت سيارة اخرى نحو سيارة جعارة ودفعتها حتى أسقطتها في احد الوديان القريبة.
تخطيط الموساد
وأشار إلى أن الجعارة تعرص لإصابات طفيفة، وقامت الشرطة بملاحقة السيارة, وألقت القبض على المشتبه بهما الاثنين اللذين كانا بداخلها, مؤكدةً أن هذه المحاولة تشبه العمليات التى يقوم بها جهاز "الموساد الإسرائيلي".
وعُثر في السيارة التي كانت تقل المشتبه بهما على صور لثلاثة من الفلسطينيين الذي أبعدوا الى المنفى في اعقاب حصار كنيسة المهد, احداها لجعارة، والاخرى لابرهيم عبيات الذي ابعد الى اسبانيا والثالثة لمحمود سعيد الذي ابعد الى ايطاليا.
أما جعارة نفسه فقد رفض الحديث الى الصحيفة الاسرائيلية، وبحسب مصادر فلسطينية في ايرلندا فقد طلب منه عدم اجراء اي مقابلات, واضافت هذه المصادر قائلة ان مسؤولين اميركيين تعهدوا للفلسطينيين "بمحاولة إنهاء المسألة مع الاسرائيليين، والحصول على التزام منهم بالا يحاولوا إلحاق الاذى بجعارة او رفاقه مرة اخرى".
مطرودون للخارج
وكانت اسرائيل قد ابعدت اربعين فلسطينياً، معظمهم ينتمون الى حركة "فتح"، من الضفة الغربية في أيار /مايو 2002، في اعقاب حصار فرضه الجيش الاسرائيلي حول كنيسة المهد بعد عملية "الدرع الواقي", وأرسل 26 من هؤلاء الى قطاع غزة و13 اخرون الى دول اوروبية ما زالوا يقيمون فيها حتى اليوم.
وقد واصل الفلسطينيون اثارة موضوع المبعدين في كل لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، من دون التوصل الى حل بشأنها, وترفض إسرائيل بشدة السماح للمبعدين بالعودة من اوروبا الى الضفة الغربية، كما رفضت مرارا انتقالهم الى غزة.